{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} عابسة كالحة مغبرة مسودة. {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} تستيقن أن يعمل بها عظيمة من العذاب، والفاقرة: الداهية العظيمة، والأمر الشديد يكسر فقار الظهر. قال سعيد بن المسيب: قاصمة الظهر. قال ابن زيد: هي دخول النار. وقال الكلبي: هي أن تحجب عن رؤية الرب عز وجل. {كَلا إِذَا بَلَغَتِ} يعني النفس، كناية عن غير مذكور {التَّرَاقِيَ} فحشرج بها عند الموت، و{التراقي} جمع الترقوة، وهي العظام بين ثغرة النحر والعاتق، ويكنى ببلوغ النفس التراقي عن الإشراف على الموت. {وَقِيلَ} أي قال من حضره الموت هل {من راق} هل من طبيب يرقيه ويداويه فيشفيه برقيته أو دوائه.وقال قتادة: التمسوا له الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئا.وقال سليمان التيمي، ومقاتل بن سليمان: هذا من قول الملائكة، يقول بعضهم لبعض: من يرقى بروحه؟ فتصعد بها ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. {وَظَن} أيقن الذين بلغت روحه التراقي {أَنَّهُ الْفِرَاقُ} من الدنيا.